مدخل التحليل بالكائنات:
مع مدخل الكائنات (Object-Oriented Approach) يتم التعامل مع عناصر المنظومة من خلال تقسيمها إلى أغراض أو أشياء Objects ونطلق عليها هنا كائنات. حيث يعبر عن كل كيان خصائص البيانات التي تصفه مع السلوكيات المختلفة له وتفاعلاته مع الكائنات الأخرى أو البيئة التي يتواجد بها. وباستخدام لغة برمجة الكائنات حيث يتم بناء تطبيقات البرامج بتقسيمها إلى فصائل (Classes) تضم بيانات الكيانات التي تحتويها مع برامج الوظائف التي تعبر عن سلوكها وتفاعلاتها، ليعطي كل حدث تتعرض له المنظومة إلى مولد كيان (Object). وبذلك فالبرمجة هنا تبني الكيانات لتتوارث خصائص وسلوكيات الفصيلة التي تنتمي إليها وتضم داخلها البيانات والبرامج معا في حزمة واحدة بدلا من فصلهم كما في مدخل البيانات أو مدخل العمليات. هذه الكيانات يمكن أن تكون كائنات حية مثل الأشخاص والحيوانات وكلها لها سلوك تؤديه تبعا لطبيعتها، أو كائنات غير حية تستجيب للسلوك التي تتعرض له مثل السيارة نقودها ونقوم بإصلاحها وتتعرض لمخالفات مرور وخلافه. ونظرا لاختلاف بناء البرامج هنا عن المداخل الأخرى فقد تطورت طرق التحليل والتصميم لتسهيل نمذجة المنظومة ووضعها في الإطار الذي يلائم هذا البناء الجديد. وبذلك تركز أنشطة التحليل هنا على تصنيف الفصائل والكائنات وعلاقاتهم معا ثم خصائص وسلوك كل منها والتي تعبر عنها العمليات والوظائف التي تؤديها أو تتعرض لها. ولذلك فقد ظهر مع هذا المدخل عددا لا يستهان به لمنهجيات التحليل والتصميم بالكائنات استتبعه ظهور مفاهيم جديدة لتنميط نماذج الإدارة من خلال ما يسمى كائنات الأعمال (Business Objects) لتسمح بإعادة استخدامها بدلا من إعادة كتابة التطبيقات والبرامج كل مرة. هذه الطريقة ايضا تصبح مفيدة في تطوير نماذج مصغرة للحل تختبر بواسطة المستخدم ثم يتم إضافة متطلباتها عليها مرة أخرى لإداة التصميم.
ويجب أن نشير هنا إلى أن هذا المدخل والذي يتنامى استخدامه بصورة مطردة الآن يركز بصورة رئيسية على تطوير تطبيقات الحاسبات (Software Development) ويتعامل مع منظومة أعمال (Business System) ناضجة (Mature) نمطية ومستقرة. ولذلك فهو لا يعطي نفس الاهتمام بتطوير نظم العمل أو إعادة هندسة العمليات كما في مدخل البيانات أو مدخل العمليات المهيكل.
منهجية التحليل والتصميم بالكائنات:

في جميع المنهجيات السابقة يتم التعامل مع المنظومة من خلال نموذج البيانات ونموذج الوظائف والعمليات التحويلية بصورة منفصلة إلى جانب العناصر الأخرى التي قد تحتاجها عمليات النمذجة والتوثيق. هنا في منهجية الكائنات يتم تمثيل المنظومة من خلال التعرف على الكائنات التي يتحدد أدوارها طبقا لطبيعة وهدف ومجال المنظومة وبحيث يضم كل كائن الخصائص المعبرة عنه (بيانات) والسلوك المتوقع أن يقوم به(العمليات). ومن خلال هذه المنهجية يتم التعامل مع المنظومة من خلال 3 نماذج رئيسية:

  1. نموذج الكائنات: حيث يضم كل كائن هنا وصف البيانات بالإضافة إلى سلوكه نتيجة تفاعلاته مع الكائنات الأخرى.
  2. النموذج الديناميكي: والذي يعبر عن تغير خصائص المنظومة مع الزمن باستخدام مخطط تغير حالة الكائنات مع الأحداث المرتبطة به، حيث يعطي هذا النموذج حالة كل كائن قبل وبعد الحدث، وهو تقريبا نفس النموذج المستخدم مع منهجية يوردون.
  3. نموذج الوظائف: يستخدم معه خرائط تدفق البيانات (DFD) والذي يصف العمليات التي تتم على البيانات بطريقة منطقية دون التطرق للطريقة التي تتم بها عمليات التحويل، هذا ويضم نموذج الوظائف البناء الهرمي لعمليات المعالجة بمستويات مختلفة من التفصيل.

وبذلك فإن منهجية التحليل بالكائنات قد لا تختلف كثيرا مع المنهجيات المهيكلة من حيث النماذج التي تستخدمها، إلا أنها تعتمد على نظرة ومفهوم مختلف للتعامل مع المنظومة من خلال تحديد الكائنات التي تحتويها وتعبر عنها بالطريقة التي تنفعل بها في العالم الحقيقي لها. إلا أن هذه المنهجية بالرغم مما تقدمه من تطور في تقنيات هندسة البرمجيات من إعادة الاستخدام للبرامج وسهولة التعديل، إلا أنها تركز على النواحي الفنية للتطوير وتفتقر إلى تقنيات التعامل مع المشاكل اللينة والتعامل مع شركاء النظام وكذا انعدام الشق المرتبط بأهداف العمل للمؤسسة أو مراحل التخطيط، وبذلك فهي تحتاج دائما إلى مراحل مكملة من المنهجيات الأخرى

منهجية الكائنات ومنظومة الأعمال:
لمنهجية التحليل والتصميم بالكائنات تركز على تطوير نظم البرمجيات والحاسبات ولذلك فهي تقدم الحل الأمثل لنظم المعلومات المعقدة والتي تعمل في بيئة ديناميكية سريعة التغير وتحتاج إلى تغيير مستمر في البرمجيات. ولذلك فمن خلال هذه المنهجية يتم تعريف مكونات المنظومة من خلال فصائل البيانات والعمليات المرتبطة بها ويبنى النظام ككل من خلال فصائل جاهزة تضم متغيرات يتم توليفها تبعا للتغير الذي يطرأ على بيئة الأعمال بالمؤسسة. ولذلك فنحن نتحدث هنا عن منظومة مستقرة ناضجة جيدة التوثيق.
لغة النمذجة الموحدة UML:
أحد الأدوات الهامة المستخدمة مع منهجية التحليل بالكائنات هو نموذج حالات الاستخدام والذي يستخدم لغة النمذجة الموحدة حيث تستخدم أربعة رموز كما يشير الشكل. ويقوم مفهوم نموذج حالة الاستخدام على تمثيل المتفاعلين مع المنظومة التي نقوم بدراستها أو برمجتها ليصبح كبؤرة لوصف متطلبات المستخدم. حيث يصف العلاقات بين المتطلبات والمستخدمين، مع المكونات الرئيسية. ويقوم تمثيل حالة الاستخدام على تحديد كل سيناريو يتم من خلاله التفاعل مع المنظومات الفرعية للمنظومة الرئيسية وتمثيل المكونات المتفاعلة في هذا السيناريو، ولكن علينا أن نلاحظ أن هذا التمثيل لا يظهر الترتيب الذي يتم من خلاله تنفيذ الخطوات اللازمة لتحقيق أهداف كل حالة من حالات الاستخدام. حيث يمكن وصف هذه التفاصيل في رسوم ونماذج إضافية مهما كان نوعها وطرق استخدامها ، إلى جانب ذلك فإن حالات الاستخدام تتعامل فقط في المتطلبات الوظيفية للنظام. أما أي متطلبات أخرى مثل قواعد العمل، ونوعية متطلبات الخدمة، أوالقيود اثناء التنفيذ يفهي لا تخضع لحالات الاستخدام وجب أن تكون ممثلة بشكل منفصل في رسوم أونماذج إضافية.
تحليل وتصميم المنظومة:

تحليل النظام هو تحديد مكوناته (أجهزة، وأشخاص، والقواعد والإجراءات) وطرق الارتباط بينها من أجل تحديد أهدافه والمتطلبات والأولويات له. ويقوم بهذه الأنشطة أحد المتخصصين الذي يجب أن يجيد طرق تمثيل النظام كمنظومة متكاملة طبقا للطرق العلمية، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع القيود الاقتصادية السلوكية والتقنية التي تؤثر على سلوكها أو تعوق تحقيق أهدافها.

يأتي هذا الموقع ليوفر تبادل المعرفة والمعلومات لهؤلاء الذين يبحثون عن أنسب طرق ومنهجيات تطوير المنظومة وتغيير حالتها مع نماذج الإدارة المناسبة لها. ولذلك فقد حاولنا أن يضم الموقع معلومات كافية عن النماذج الحديثة للإدارة والتي تتمحور حول مفهوم الإدارة بالمعلومات والتي يقدمها الموقع هنا كفلسفة، واستراتيجية، ومنهجية للتطوير يمكنكم الإنضمامإلى صفحة مجموعة محللي النظم في مصر على صفحة ملتقي التغيير