المنهجية:
من الصعب تحديد تعريف دقيق لكلمة منهجية (Methodology) يعطي نفس المدلول المستخدم معها في علوم تحليل المنظومة، وتأتي الصعوبة في ذلك بالدرجة الأولى أننا نهتم هنا بالمدلول الفني للكلمة وليس المعنى اللغوي لها. وعلوم الحاسب (وهي جديدة على المجتمع العلمي العربي) لم تحظى بالإضافة لها من المعرفة العربية وتعتمد حتى الآن على المعرفة بلغاتها الأجنبية. ولذلك فإن كلمة (Methodology) تأتي باللغة الإنجليزية لتضم مقطعين هما (Method) ومعناها بالعربية طريقة أو أسلوب والمقطع الثاني (ology) وتستخدم لتضفي دلالة العلم على الكلمة أي أن الترجمة العربية للكلمة يصبح (علم الأساليب) مثل (Biology) علم الأحياء، (Egyptology) علم المصريات، (Sociology) علم الاجتماع مثلا.
وتعريف المنهجية طبقا للمدلول الإنجليزي للكلمة هو مجموعة من الخطوات الأساسية المرتبة معا لتضم تكوينات مختلفة منها ويجب ألا تقتصر على ذلك وإلا أصبحت طريقة أو وصفة، ولذلك فقد أشار المرجع (Jenkins, 1969) أنها تتعدى ذلك لتضم فلسفة ورؤيا لتختص بموقف أو بفصيلة معينة من المواقف. وأشار المرجع (Winstanley, 1991) أنها تضم خطوات، وأدوات، وتقنيات إلى جانب مساعدات تسجيل وتوثيق. ويشير المرجع (Dewetz, 1996 P.13) أنها خطة توضح العمليات المطلوب إنجازها خطوة بخطوة لنصل إلى النتيجة المطلوبة، على أن تكون هذه الخطوات ضمن منهج شامل. ويمكننا أن نضيف هنا أنها مجموعة من الأساليب التي تستند إلى فلسفة ورؤيا لقطاع عبر مجموعات مرتبة من الخطوات التي تغطي مجالات مختلفة من المعرفة لتنتقي أنسبها لحل مشكلة معينة أو مجموعة من المشكلات في طريق الوصول إلى هدف رئيسي محدد.
تطور منهجيات بناء منظومة المعلومات:
ارتبط تطور منهجيات تطوير منظومة المعلومات دائما برؤية الباحثين للمدخل المناسب للتعامل مع متغيرات البيئة التي تعمل بها المنظومة (Jayaratna, 1999)، وارتبط ايضا بالتطور في لغات البرمجة وقدرات الحاسبات على معالجة البيانات. وخلال الثلاثون عاما الماضية ظهر العديد من مداخل التطوير لمنظومة المعلومات التي توظف معها عددا من المنهجيات لكل منها أدواتها. وبينما حصر المرجع (Langworth, 1985) ما يزيد عن 300 منهجية لتطوير منظومة المعلومات فقد أشار المرجع (Bumbeko, 1986) إلى وجود عدة مئات وربما آلاف من المنهجيات، وتضم صفحة المواقع المفيدة على هذا الموقع حصرا بالعديد من عناوين المواقع على شبكة الإنترنت التي تضم منهجيات مختلفة للتطوير. وفي محاولة لحصر هذه المنهجيات فقد أعطى المرجع (Avison,, 1995) تصنيفا لها طبقا لمدخل كل منها حيث قام بإجراء هذا التقسيم بمقارنة العناصر التي تعتمد عليها كل منهجية والتي تضم الفلسفة التي تبنى عليها المنهجية، النموذج البنائي التي تتبناه للتعبير عن المنظومة، التقنيات والأدوات التي تستخدمها، مجال تطبيق المنهجية، والمخرجات منها، والمنتجات لها. ويجب أن نشير هنا إلى حقيقة هامة أن هذا التقسيم لا يضع حدودا بين هذه المداخل ولكنه يشير فقط إلى السمة العامة لخطوات التطوير التي يتبناها. هذا ويشير الشكل إلى تطور لغات البرمجة عبر الفترة الزمني من 1975 إلى 2005 ومراحل تطوير منظومة المعلومات أيضا.

  • أ‌. مدخل المنظومة: يهتم بالمنظور الشامل للمشكلة
  • ب‌. مدخل التخطيط الاستراتيجي: يبدأ بالخطة الاستراتيجية
  • ت‌. مدخل مشاركة المستخدمين: يهتم بالبعد الاجتماعي للتطوير
  • ث‌. مدخل المنظومة المصغرة: يبدأ بالمتطلبات المعروفة
  • ج‌. مدخل البناء الهيكلي: يبدأ بتحديد العمليات والإجراءات
  • ح‌. مدخل البيانات: يبدأ بتعريف الكيانات ونماذج البيانات
  • خ‌. مدخل الكائنات: يستخدم الكائنات -العمليات والبيانات
  • د‌. المدخل متعدد الأوجه: يستخدم مداخل مركبة
منهجيات بناء منظومة المعلومات:
عندما يواجه أحد المصانع مشاكل في الأداء تتطلب تحسين الإنتاج أو عندما تعاني أي من المؤسسات الخدميية أو التعليمية إنخفاض في معدلات الأداء يصبح على المدير مسئولية تحديد مناطق الخلل أولا، ثم الطرق التي يمكن من خلالها إدخال التغيير في هذه المناطق. وبذلك فالمدير لا يستطيع تحديد ما هو المطلوب مباشرة للتغلب على المشكلات التي يرصدها حيث يمكن إجراء العديد من التغييرات سواء على مستوى توزيع العاملين أو تغيير الإدارات أو حشد موارد جديدة وبمجرد أن يحدد أي من هذه الخيارات (أو عدد منها) سيؤدي إلى التحسين المطلوب يصبح عليه أن يقرر كيف يمكن أن يقوم بذلك. إذن فالاختيار بين البدائل هي أهم ما يواجهه المدير في ثم عليه بعد ذلك وضع تفاصيل مايجب عمله أو مانطلق عليه تصميم الحل بعد ذلك عليه أن يقوم بتنفيذ هذا الحل فعليا على أرض الواقع. عبر هذه الخطوات يحتاج المدير إلى خارطة طريق توضح له مايجب أن يقوم به وماهي الأدوات التي يستخدمها وكيفية الإنتقال عبرها. وهذه هي هذه المراحل تحتاج تحديد طرق إوتصبح مهمة أي منهجية هي مساعدة المدير على بلورة المشكلة والتعبير عنها بصورة قابلة للحل لتتحول بعد ذلك إلى محاولة الإجابة على السؤال كيف؟ بدلا من أن تحتوي على خليط من الأسئلة (ما هي المشكلة؟، وكيف نحقق التغيير؟)، أو بطريقة أخرى فإن مشكلات الإدارة دائما ما تحتوى على سؤال مركب هو ماذا؟ وكيف؟.
منهجية المنظومة اللينة:

تطورت هذه المنهجية لتتعامل مع النظم اللينة أو الناعمة (Soft Systems) من الدراسات والتطبيقات التي قام بها بيتر شيكلاند أستاذ النظم بجامعة لانكستر في إنجلترا، ولذلك فهي تسمى أحيانا منهجية شيكلاند. حيث بدأ معها باستخدام مفاهيم منهجيات التصميم الهندسي أو مايعرف بالنظم الجاسئة أو الجامدة (Hard Systems) على مجالات الإدارة المرتبطة بمشروعات بناء النظم المتكاملة (Checkland, 1981-1990) بدءا من تعريف المنظومة على أنها تجميع معقد من الإنسان والمعدات لتحقيق أهداف العمل والتي تعكس العلاقة بين الصناعة والأعمال. وتشير هذه المنهجية إلى ضرورة معالجة المنظومة بصورة شاملة باعتبار جميع العناصر المكونة لها خصوصا الأنشطة المرتبطة بالإنسان في المنظومة أو ما يطلق عليه منظومة الأنشطة الإنسانية (Human Activity System) بغض النظر عن مدى استخدامها للحاسبات، وبذلك فهي منهجية عامة تصلح لجميع المواقف لفهم المشكلة بصورة شاملة وخصوصا المنظومة التي يعب تعريفها أو تحديد محتواها (Ill-Conditioned ) دون أن تفترض حل مسبق لاستخدام تطبيقات الحاسبات. هذا ويعطي شيكلاند وصفا لهذه المنهجية من خلال 7 مراحل تبدأ من معرفة المشكلة وتنهي إلى إلى اتخاذ إجراءات تطوير الحل. ويعطي الشكل العلاقة بين المراحل السبعة ومجال البحث الذي يقوم به محلل المنظومة بدءا من العالم الحقيقي للمشكلة والتي تمثلها البيئة التي تعمل بها المنظومة إلى العالم المجرد لنمذجة الحل وتطوير نموذج مفهوم الحل. وتتميز هذه المنهجية بالخصائص التالية:

    أن خطوات أو مراحل الحل ليس بالضرورة أن تكون متتابعة، حيث يمكن لمحلل النظم استخدامها بأي ترتيب أو تكرار. يمكن للمحلل أن يبدأ من أي مرحلة لينتقل عبر المراحل المختلفة لها. أن فصل مراحل التحليل بجدار على جانبيه العالم الحقيقي والعالم المجرد الغرض منه الفصل بين لغة المستخدمين (أصحاب النشاط الإنساني) ولغة مفكري المنظومة (مطوري المنظومة) في شكلها العلمي. يتم تعريف المنظومة هنا من خلال عناصر أو شركاء المنظومة والتي تضم العملاء أو المستفيدين (Customers)، الممثلين أو الأدوار (Actors)، عمليات التحويل (Transformation Processes)، الرؤية والتأثير (World-View)، المالك
cairo

 مراحل المنهجية اللينة   

comp

المنهجية اللينة وتعريف المشكلة:
تعتبر المنهجية اللينة هي المنهجية المثالية في المراحل الأولى للتطوير لقدرتها على تعريف الشركاء بدقة وكذا وصف الحالة الحالية للمنظومة والمشكلات التي تعانيها وخصوصا البعد الإنساني لها. ولذلك فنجد الآن العديد من المنهجيات التي حاولت دمج هذه المنهجية ضمن مراحلها الأولى مثل المنجية المهيكلة ومنهجية الكائنات.
تحليل وتصميم المنظومة:

تحليل النظام هو تحديد مكوناته (أجهزة، وأشخاص، والقواعد والإجراءات) وطرق الارتباط بينها من أجل تحديد أهدافه والمتطلبات والأولويات له. ويقوم بهذه الأنشطة أحد المتخصصين الذي يجب أن يجيد طرق تمثيل النظام كمنظومة متكاملة طبقا للطرق العلمية، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع القيود الاقتصادية السلوكية والتقنية التي تؤثر على سلوكها أو تعوق تحقيق أهدافها.

يأتي هذا الموقع ليوفر تبادل المعرفة والمعلومات لهؤلاء الذين يبحثون عن أنسب طرق ومنهجيات تطوير المنظومة وتغيير حالتها مع نماذج الإدارة المناسبة لها. ولذلك فقد حاولنا أن يضم الموقع معلومات كافية عن النماذج الحديثة للإدارة والتي تتمحور حول مفهوم الإدارة بالمعلومات والتي يقدمها الموقع هنا كفلسفة، واستراتيجية، ومنهجية للتطوير يمكنكم الإنضمامإلى صفحة مجموعة محللي النظم في مصر على صفحة ملتقي التغيير